المدونة الطبية

محتويات المقال

عنوان المقال:

متى يعتبر مخزون الحديد منخفضاً للأطفال؟

 

 متى يعتبر مخزون الحديد منخفضًا للأطفال؟

يعد الحديد من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم للنمو والتطور السليم، خاصةً للأطفال. يُستخدم الحديد في تصنيع الهيموغلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي يساعد على نقل الأوكسجين إلى أنسجة الجسم المختلفة. نقص الحديد يمكن أن يؤدي إلى مشكلة صحية تسمى **فقر الدم الناتج عن نقص الحديد**، وهي من الحالات الشائعة التي تؤثر على الأطفال. لكن كيف نعرف متى يكون مخزون الحديد منخفضًا لدى الأطفال؟

 ما هو مخزون الحديد؟

مخزون الحديد في الجسم يُعبّر عنه عادةً بمستوى الفيريتين، وهو البروتين الذي يخزن الحديد في الأنسجة. يعكس مستوى الفيريتين مقدار الحديد المخزن في الجسم. يُعتبر الفيريتين أحد المؤشرات الأكثر دقة لتحديد ما إذا كان هناك نقص في الحديد أم لا.

 متى يعتبر مخزون الحديد منخفضًا؟

عند الحديث عن نقص الحديد عند الأطفال، يتم تحديد انخفاض مخزون الحديد بناءً على عدة معايير طبية تشمل:

– مستوى الفيريتين في الدم: إذا كان مستوى الفيريتين أقل من 30 نانوغرام لكل مليلتر (ng/mL) عند الأطفال، فإن هذا يشير إلى نقص الحديد أو انخفاض مخزونه. ومع ذلك، قد تختلف هذه القيمة قليلاً بحسب التوجيهات الطبية التي قد تعتمد على العمر والجنس.

– الهيموغلوبين: الهيموغلوبين هو البروتين الذي يساعد في نقل الأوكسجين في الدم. إذا كان مستوى الهيموغلوبين أقل من الحد الطبيعي للأطفال، قد يكون هذا أيضًا علامة على نقص الحديد، حيث يتسبب نقص الحديد في نقص خلايا الدم الحمراء.

 أعراض نقص الحديد عند الأطفال

نقص الحديد قد لا يُظهر أعراضًا واضحة في البداية، ولكن مع تفاقم الحالة، قد تبدأ بعض الأعراض بالظهور، ومنها:

التعب والإرهاق: يُعد التعب العام وفقدان النشاط من الأعراض الشائعة بسبب انخفاض قدرة الدم على نقل الأوكسجين إلى الأنسجة.

– الشحوب: قد يظهر على الطفل شحوب في الوجه أو في مناطق معينة مثل الشفتين أو الأظافر، بسبب قلة الهيموغلوبين.

– التهيج وصعوبة التركيز: نقص الحديد يؤثر على الدماغ، مما قد يؤدي إلى انخفاض القدرة على التركيز أو زيادة العصبية.

– ضيق التنفس:قد يعاني الطفل من ضيق في التنفس أو تسارع في ضربات القلب نتيجة لنقص الأوكسجين في الجسم.

– تساقط الشعر أو هشاشته: في بعض الحالات، قد يؤدي نقص الحديد إلى تساقط الشعر أو جعله هشًا وضعيفًا.

– الرغبة في تناول مواد غريبة: وهي حالة تُسمى “بيكا” حيث قد يرغب الأطفال في تناول مواد غير غذائية مثل الطين أو الثلج أو الورق.

الصداع: قد يكون نقص الحديد سببًا في الصداع المتكرر عند الأطفال، بسبب قلة الأوكسجين الواصلة إلى الدماغ.

    أسباب نقص الحديد عند الأطفال:

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى انخفاض مخزون الحديد لدى الأطفال، ومن أبرزها:

– نقص الحديد في النظام الغذائي: من الأسباب الشائعة لنقص الحديد هو تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات قليلة من الحديد، خصوصًا إذا كان الطفل لا يتناول أطعمة غنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، الدواجن، الأسماك، البقوليات، والخضروات ذات الأوراق الداكنة.

– امتصاص الحديد الضعيف: بعض الأطفال قد يعانون من مشكلات صحية تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص الحديد، مثل الاضطرابات الهضمية مثل الداء الزلاقي (الغلوتين) أو حساسية الألبان.

– النمو السريع: الأطفال في مرحلة النمو السريع، مثل الرضع والأطفال في سن ما قبل المدرسة، يحتاجون إلى كميات أكبر من الحديد. إذا لم يتم تلبية هذه الاحتياجات من خلال الغذاء، قد يحدث نقص.

– الولادة المبكرة أو نقص وزن الولادة: الأطفال المولودون قبل الأوان أو الذين كانوا يعانون من نقص الوزن عند الولادة هم أكثر عرضة لنقص الحديد.

– الدم المفقود بسبب نزيف: يمكن أن يؤدي النزيف المتكرر (مثل النزيف في الجهاز الهضمي أو بسبب إصابات) إلى فقدان الحديد في الجسم.

– الرضاعة غير الكافية أو الرضاعة الطبيعية فقط لفترة طويلة: الرضع الذين لا يحصلون على كميات كافية من الحديد من حليب الأم أو الحليب الصناعي المدعّم قد يصابون بنقص الحديد إذا لم يتم إدخال الأطعمة الصلبة الغنية بالحديد في وقت مبكر.

 كيف يتم تشخيص نقص الحديد عند الأطفال 

 يشمل تشخيص نقص الحديد عند الأطفال إجراء فحوصات دم لتقييم مستويات الحديد والفيريتين والهيموغلوبين. وتشمل الفحوصات عادة:

– اختبار الفيريتين: لفحص مستوى الحديد المخزن في الجسم.

– اختبار الهيموغلوبين: لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من فقر الدم.

– عدد خلايا الدم الحمراء: لتحديد ما إذا كان هناك نقص في خلايا الدم الحمراء بسبب نقص الحديد.

  علاج نقص الحديد عند الأطفال:

 إذا تم تشخيص الطفل بنقص الحديد، يتطلب العلاج التدخل السريع لتجنب المضاعفات الصحية المحتملة. يتضمن العلاج عادة:

– المكملات الغذائية: يتم عادةً وصف مكملات الحديد (مثل حبوب أو شراب الحديد) للمساعدة في رفع مستويات الحديد في الدم. يجب أن تكون الجرعة وفقًا لتوجيهات الطبيب.

تحسين النظام الغذائي: إضافة الأطعمة الغنية بالحديد إلى النظام الغذائي للطفل مثل اللحوم الحمراء، الدواجن، الأسماك، العدس، الحبوب المدعمة بالحديد، والخضروات الورقية الخضراء.

– تناول الأطعمة التي تعزز امتصاص الحديد: مثل الأطعمة الغنية بفيتامين C (مثل الفواكه الحمضية) التي تساعد الجسم على امتصاص الحديد بشكل أفضل.

– الابتعاد عن بعض الأطعمة أثناء تناول المكملات: من المهم تجنب تناول الحليب أو المشروبات التي تحتوي على الكالسيوم خلال وقت تناول مكملات الحديد، حيث يمكن أن يقلل الكالسيوم من امتصاص الحديد.

    الوقاية من نقص الحديد:

  من الأفضل الوقاية من نقص الحديد عن طريق توفير نظام غذائي متوازن للأطفال، غني بالأطعمة التي تحتوي على الحديد. في حالات معينة، قد يوصي الطبيب باستخدام المكملات الغذائية لتلبية احتياجات الطفل من الحديد، خاصة في الحالات التي يكون فيها خطر نقص الحديد أعلى.

يعد الحديد عنصرًا غذائيًا أساسيًا للنمو والصحة العامة للأطفال. عندما يكون مخزون الحديد منخفضًا، فإن ذلك قد يؤدي إلى أعراض متنوعة تؤثر على صحة الطفل العامة. من المهم مراقبة مستويات الحديد لدى الأطفال، خاصة في سنوات النمو السريع، واتخاذ الإجراءات المناسبة في حال كان هناك نقص. قد يتطلب الأمر إجراء فحوصات طبية منتظمة لضمان أن الطفل يحصل على الكمية الكافية من الحديد للحفاظ على صحته.

 

مقالات أخرى :

عيادة القلب والأوعية

العلاقة بين السكري وأمراض القلب

   يعد مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تؤثر على العديد من وظائف الجسم، وخاصة في التأثير على القلب والأوعية    الدموية. تشير الدراسات إلى

اقرأ المزيد>>
Scroll to Top